الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

القدر و هوانا









سؤال مهم يجول بخاطر كثير منا ان لم يكن جميعنا ......
و هو:


لماذا لا نحصل على ما نريد ببساطه ؟! 
او 
لماذا دائماً يحدث ما لا نتوقع حدوثه او نرغب فى حدوثه ؟!
او 
لماذا يكون الواقع غالبا عكس رغبتنا ؟!


الصيغ كثيره 


الا ان معنى الاستفسار واحد ...... وهو اننا نريد شئ وما يحدث شئ مخالف غالبا لرغبتنا .........


وللإجابه على هذا السؤال ......... اجد طريقان 


الاول   : طريق شرعى دينى لا فصال فيه ولا جدال ......
والثانى : فكرى فلسفى بحت تفصيلى 


اما الاول وهو الشرعى :

هو ان الله يعلم ما يصلح لنا ولحالنا ولدنيتنا فيُقدره لنا ....... وما كان الله مقدر لعبد شر ابداً  ........ وان كان شئ فى ظاهره الشر ( مؤقتاً ) فهو ليبتلينا ويمحصنا ......  ليعلم المجاهدين منا والصابرين .......... او لرفع الدرجات وتحصيل الاجر والاصطفاء....
اذاً فالامر كله خير ...........
وعليه   " لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع " 


ام الثانى وهو الفلسفى : 
بالرغم من ان التفسير الشرعى والتسليم الالهى شئ لا مجال فيه للاستزاده او النقاش او التفلسف  .........
ولا يليق ابداً بأن نقول من الناحيه الشرعيه ثم نتطرق لتفسيرات اخرى .............
 الا انه غباء النفس البشريه التى جُبلت على التفلسف ووضع البصمات البشريه الماديه ......


والإجابه الفلسفيه هنا ( من وجهة نظرى ) هى ان الانسان لا يحيط بكل الامور علماً .......
وتعتمد رؤيته لأهمية الاشياء له على مقدار قدرته على الإدراك والقياس والتحليل ...........
 فقد يرى الانسان شيئاً فيه كل الخير وهو فيه كل الشر .....
لازال السؤال قائماً :
لماذا يختار الانسان شيئاً قد يكون بضد مصلحته ........ الاجابه قد تكون ، لانه يحكم بهواه .....
 وما يميل إليه قلبه .....
 فكم من مرات عديده تناقض القلب والعقل ..........
 واستحكم القلب وانفعل و أمضى ما يريد على حساب العقل ؟! .......
يميل الانسان دائماً إلى تحقيق ما يمليه عليه قلبه ..... لا عقله ......
 وخاصة فى الامور الحياتيه الطبيعيه التى تخلوا من الحسابات الماديه كالتجاره مثلاً وان كانت لا تخلو من الاهواء هى الاخرى أحياناً .....


قد يسأل سائل الان .....او يعلق معلق فيقول .......
 أخذتنا بعيداً عن لب الموضوع......
وإجابة سؤالنا  ..... "لماذا لا يحدث ما نريده ؟! " 


اقول :
لم آخذكم بعيداً بل انا فى لب الموضوع ............ فلو نظرتم لكلامى من الوراء الى الامام ستجدوا ان معناه اننا نتوقع دائماً ما يمليه علينا هوانا (ولو بضد المصلحه او المنطق ) .........
 وبما ان الحياه ماديه بحته لا تدار بالهوى ولا العواطف انما هى نواميس منطقيه موضوعه بنظام حاسم تتوالى فى تطبيقاتها ومتراصه كتراص حبات اللؤلؤ فى العقد  التى اذا انساب منه حبه فسينفرط معها باقى الحبات .....
 لينفرط العقد كله ......
 فالعقد هو الدنيا اوالحياه التى لا يمكن ان يَنفرط منها اى منطق سليم او نظام مبدئى من النظام الكلى ..........



الكلام كبر مننا ووسع 


ببساطه
نحن نريد ان يحدث ما يمليه علينا هوانا .......
 وهذا ضد العقل وضد المصلحه العامه .....
 ولو قدر لكل انسان ما يريده هواه فلن تستقيم الدنيا ولن نُحَصِل فى النهايه جميعنا اى شئ منطقى و عادل ...........
بل ستختلط الامور كلها ولن نحصل حينها على اى شئ عادل .


وبما ان مصلحتنا غالبا ما تكون ضد اهوائنا او رغباتنا ......
 اذا فالخير فيما قُدر وليس فيما نُريد وهذا قمة العدل الالهى ....
وهو ما يليق بوجود إله حقيقى يرعى مصالح العباد ويحميهم من قصور عقلهم وحدود فهمهم.


يظهر سؤال اخر واخير الا وهو : اذا صدق الكلام اعلاه فلماذا نحزن عندما لا يتحقق ما نتمناه ؟
الاجابه وببساطه شديده:  هى ان القلب هو المسؤال عن الشعور بالحزن والندم و الامانى وبما ان ما يتحقق هو محض منطق وعقل فحينها يشعر القلب بالغصه لعدم نوال هدفه ومبتغاه ...... اما اذا افتقد العقل ما توقعه وأراده ورأه صالح فلن يشعر بشئ لأنه ليس فيه مناطق خاصه بالشعور العاطفى او الانتماء او الندم .......... فالعقل كالأله الحاسوب لا يشعر ......
 اما القلب فيمتلك كل المناطق الحسيه التى تستشعر الامانى والمعانى وسر البكاء 


و تبقى المعادله الصعبه .................
 القلب يريد والعقل يرى الحقيقه 
ايهما يسيطر وايهما نتبع ؟!
وبما ان النتيجه تُستشعر بالقلب اكثر من العقل ........ كما فسرنا اعلاه .....


فالانسان سيظل غير راض عن ما يحققه له القدر ........


وهذه المعادله تتغير درجاتها بمدى قناعة ورضى الانسان بربه وقضاءه وقدرته على استيعاب مجريات احداثه 
وماهية مصلحته


فالله المستعان



هناك 10 تعليقات:

ويكا يقول...

صاحب التصحيح
Done
و جزاك الله خيرا

وسأذهب لارى الصوره ان شاء الله بعد انتهائى من الاجتماع الذى سأدخله بعد قليل ان شاء الله

ويكا يقول...

باقى التعليقات سأاقوم بالرد على ما يجب الرد عليه بعد رجوعى ان شاء الله فأنا اريد ان اقرأها بتمعن ...... حقيقة

شكراً

ويكا يقول...

اولاً
اه هحتفظ بالتعليق لنفسى

ثانياً الله يكرمك يارب ...... انا بجد ما استحقش الكلام ده كله ...... بس انا لا انكر فعلاً بالرغم من انى عارف انى كتبت تدوينات افضل من دى ..... او بمعنى ادق هذه ليست افضل تدوينه ...... الا انها الوحيده على ما اذكر التى كتبتها بإهتمام قليلاً ....... اهو من باب التغيير ..... اصل اعتادت انى اكتب البوست مره واحده وما اقراش انا كتبت ايه الا بالعافيه .... يدوب ابص على اهم الاخطاء اللغويه وبس ..... ومع ذلك بفوت غلطات كتيره برده

لكن عموماً

شكراً جدا على الذوق العالى ده فى التعليق والله ...... وده جديد بكم يا فندم

ويكا يقول...

الحياه لن تنتهى

وتبقى الحيره ويبقى السؤال

ترى هل سيتحقق ما نريد ام يخبئ لنا القدر شئ اخر اراده الله ؟!

AHMED SAMIR يقول...

مهما كان بصرنا و بصيرتنا حادين فهما بالتأكيد قاصرين
و لو كانت الدنيا خالية من المتاعب فلم تكن تستحق لقب دنيا
تحيااتي

ويكا يقول...

الاستاذ احمد سمير

نعم اصبت

لذلك هى دنيا

وظائف مصرية يقول...

مقال رائع ومدونة ممتازة شكرا لك ....

Unknown يقول...

لن نتوقف عن السؤال
ولن نرضى عن إجابة
سبحان الله!

غير معرف يقول...

مش للنشر
اللهم انى احب عبدك هذا حبا شديداً خالصا فيك
فأرضه رضا لا يحزن بعده أبداً

اللهم بارك له فى زوجه وابنائه و بدنه و صحته وماله وعمله

اللهم امين
اللهم امين
اللهم امين

ويكا يقول...

اخى الكريم

حقيقة لم استطع ابدأ بالرغم من جهادى لنفسى ان انزل على رغبتك فى عدم نشر تعليقك
الا انى لم استطع والله
فقد اثر قلبى ، واراحه روحى
وثبتى فؤادى والله
فلقد ذكرتنى بالحب الخالص فى الله
وذكرتنى بجزء مهم فى حلاوة الايمان الا وهو الانس بأهل طاعة الله

جزاك الله كل خير ، وجزاك عننا خير الجزاء واحبك الذى احببتنا فيه

وبما ان رسولنا الكريم قال فيما معناه
اذا احببت اخيك فقل له انك تحبه
فانا اسالك ان تعرب عن شخصك ليتوجه كل حبى واخلاصى فى الله لشخصك

مره اخرى جزاك الله خيراً

  قيراط حظ ولا فدان شطارة ... مقوله سمعناها كلنا و حفظناها عن اجدادنا ... ب س لما بدأنا نتعلم و نشوف العلم الحديث و الغرب و تكنولوجيته بدأنا...