تذكرت اولى لقاءاتهما بعد ان تمت خطبتهما بفتره قصيره ............
كانا يجلسان على النيل فى جو جميل ملئ بالفرح والنشوه .... فقد كانت تشعر انها امتلكت كل شئ .....
لقد حصلت اخيراً على الرجل الذى كانت تحلم به ..... بل اكثر قليلاً مما كانت تتخيل ......
فهو شاب طموح ..... متفائل ...... لديه احلام ويعمل على تحقيقها بشكل جاد ومتزن ...... فيه كثير من التدين ...... وكثيراً من الذكاء وخفة الدم ...... له اطلاعات كثيره على كل جوانب الحياه ....... فهو ليش ذلك الشاب الذى اخذ من تدينه باباً للانكماش اوالإنغلاق على نفسه والبعد عن الحياه ومجرياتها ...... ولا هو ذلك الشاب الذى انفتح على كل مظاهر وشهوات الحياه وترك ما ترك وخسر ما خسر ........
هو كان بين ذلك قواما .........
جلسا ذاك اليوم ...... وتحدثاً كثيراً ..... حديثاً طويلاً ....... كل كلماته كانت تقول لها " انا سعيد بكى " .... وكل كلماتها كانت تقول له " وانا ايضاً اسعد بك منك " ................
الا انه .............................. ؟!!!
لم يمهلها ....... كثيراً
ولم يُرد لها ان تتم فرحتها ............... دون ان يقصد ....
فما لم تكن تعرفه عنه ايضاً ...... انه يمتاز بدرجه كافيه من الصراحه تكفيه لان يكون اغبى الرجال وخاصة مع اقرب النساء .......
قال لها : اريدك ان تكوتى صديقتى وحبيبتى ...... قبل ان تكونى زوجتى .....
قالت : نعم
قال : اريد ان اشعر انك تفهمينى اسرع من فهمى لنفسى .......
قالت : هذا ما اريد ....... واشترطت وقالت :
و لكن كيف ذلك الا ان تحكى لى كل شئ عنك ..... ولا تخلى فى الاحاديث من شئ .......
قال : لكى هذا ...... فأنا بالفعل اريد ان اكون كتابك المفتوح ...... ولا اخفى شيئاً فهذا سيزيد من قربك وقربى ........
قالت : اتفقنا .....
قال : ولكن لتعدينى ان تكونى فى حكاياتى الصديقه لا الزوجه ...... فمهما احكى لا تفزعى ولا تُقرعى .... فقط اسمعى واستوعبى .....
فمن منا ليس له شطحات ونطحات ....... ومن منا ليس له فى السر حكايات ....... وارجو ان تقدرى انى ذهبت اليكى انتى لأحكى بدون اى مخادعات ......
قالت : نعم الرأى ذاك ..... فلا تخف سأكون ان شاء الله عند حسن ظنك ..... فهات كل ما عندك هات .......
قال : اتعديننى انك ستثقى فى ولن تخيبى ظنى ؟!
قالت : اعدك
فقال : فسأبدأ من الان ......
قالت : وانا على اتم استعداد .........
قال لها : تعلمين اننا لم نعرف بعضنا الا من وقت قصير .... فأنا لم اكن اعرفك من قبل هذه الصدفه الغريبه التى تعرفنا بها على بعضنا البعض.
هى : تهز راسها بالإيجاب.
هو : وكما اتفقت معكى الان انى سأقول لكى كل شئ وسأخالف الاعراف ..... ولن اخفى شئ عنكى حتى ولو كان هذا الشئ اخر من يجب ان يعلمه هو انتى ؟!
هى : (تلحق كلامه بهزت رأس اخرى لكن هذه المره اكثر حماساً واستعداداً)
هو : سأحكى لكى عن جارة لى ..... قدراً كانت ولازالت لى بمثابة صديقة مخلصه ....... اكاشفها عن كثير من امورى ..... وفيها شئ عجيب وغريب .....
فهى تفهم افكارى .... وتعلم فيما احدثها احياناً بدون اى حديث بيننا ...... تخابرنى احياناً لترد على اسألتى التى سألتها عنها بدون حديث (فقط وردت فى خيالى ) ...... واحياناً اخرى اخابرها انا لانفعل عليها استكمالاً لمشاجرة حدثت بيننا فى ايضا فى خيالى ..... لأجدها تكمل هى ايضاً باقى المشاجره نفسها التى كانت تتشاجرها معى فى خيالها فى نفس الوقت بنفس الموضوع ...... فهناك تواصل غريب جداً بيننا وسرعة فهم تتخطى الطبيعى ....
هى : (احمرارة وجه ....... وكظم غيظ ...... وحالة من الحيرة تعلو وجهها ....... )
هو مكملاً : وهى تعلم انى ارتبطت بكى ..... واصبحت تحبك كثيراً لكثرة حديثى عنكى ....... واعجابى بخلقك وسمتك ......
هى : (ووجهها أكثر احباطاً ، بالرغم من ان ظاهر الجمله الاخيره طيبة فى حقها ..... الا انه ليس هنا وفى هذه المنطقه من مناطق الانثى المحرمه التى لا تستطيع ان ترى اى اطراء فيها مهما كان .....)
هو مكملاً : الا ان سبب حديثى هذا لكى ، ليس مدحاً ولا زماً فيها ، هو فقط ايذاناً منى برغبتى فى استبدالك بها ....... فهى لا ترغبنى زوجاً و هكذا انا ........... لذا فانا اتمنى ان تكونى انتى من يفهمنى وانتى قارئة افكارى ...... ولا ألجأ الا اليكى ............
تذكرت هذا الحديث .........
وتذكرت كيف كان رد فعلها حينها ...... فهذا الموقف لم تره من قبل ..... ولم تقرأه فى الروايات .... ولم تقصه عليها احدى زميلاتها .......اللاتى كانوا دائمى الشكوى من ازواجهم لها ......
وامام صراحته التى تبدى رغبته فى استقطابها وحدها ..... وامام شعورها بوجود شريك لها ...... وامام وعدها
لم تستطع الجواب ...... وخرس اللسان ....... وتجمدت مشاعر الوجه الا من ابتسامة صغيره استطاعت بها ان تخفى ما يجول من حيرة فى صدرها .......
اكملا حديثهما ....... وكأن شئ لم يحدث ...... بل قالت له كلام يسره ..... واشعرته بمدى تفهمها لسرده ...
اما هو فصدقها
وحمد الله انه بادر بالقصه من البدايه ...... بعد ان وعدته بهدوء ان تسمع الحكايه .......
>>>>>>>>>
احداث بسيطه بمثابة ذكريات يظنها البعض أليمه ...... لكن ليس كل ما نراه .. هو كما نراه .....
وعلى الطرف الاخر فى الشرفه (البلكونه يعنى مش الشباك على فكره ) ، مازال ينظر الى السماء كان جالسأ هو ........... يتذكر ايضاً ........
وتذكر نفس اليوم ونفس القصه ................ لكن بشكل اخر تماماً ...........
فقد تذكر ............................
.......................................................
********************************************
فاصل ونعود
ـــــــــــــــــــــــ
نفس الفاصل والاعلانات بتوع المره اللى فاتت ............ ايه قلنا عايزين فلوس ..... امال هنصرف على المدونه دى ازاى ان شاء الله
وبعدين انتوا ناسيين اننا فتحنا بيت تانى عايزين نصرف عليه برده .........
اعلان ببلاش
******************
اضغط هنا (بيت المدونين وحمل اللوجو)